التربية والديموقراطية عملتان
متلازمتان،ويصعب فصل الواحدة عن الاخرى.إن غياب الديموقراطية في المجتمع
يحرف مسار النظام التربوي ويخرجه عن سكته ويعرقل بلوغ الأهداف
السامية النبيلة للتربية .التربية ليست كائنا يتيما مفصولا عن محيطه
ولا نظاما مستقلا بذاته، بل جزءا من نسق كلي هو النظام السياسي
الثقافي_ الإجتماعي _الإقتصادي…
الديموقراطية تبني المؤسسات
وتحميها وتقضي على النوازع والأهواء الشخصيةالرامية إلى الإستيلاء عليها
وتقزيمها،وبفضلها يغدو معيار الكفاءة والإستحقاق هو الفيصل في تولي
المسؤوليات وولوج المناصب.لا يستطيع سائق قطارمثلا لا تتوفر فيه
المواصفات المطلوبة الوصول بقطاره بأمان إلى وجهة مجهولة ومسارها محفوف
بالمخاطر ومليئ بالتحديات.إن قوة النظام التربوي في قوة مؤسساته
وسيادة روح الدمقرطة فيه وفي قدرته على انتداب الشخص المناسب للمنصب
المناسب في الزمن المناسب.الدمقرطة تشعر كل مسؤول بجسامة مسؤوليته
،وتحسه بالقوة الأخلاقية والقانونية للواجب.تعلم الشخص احترام المنصب
والمؤسسة عوض الخوف الأعمى من الرئيس .
النظام التربوي الديموقراطي تعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب في
العدالة وتكافؤ فرص التعلم ومجانيته ومحاربة التعليم النخبوي الهادف إلى
الإقصاء وإعادة الإنتاج الطبقي.كما يحدد الحاجات الحقيقية الانية
للمجتمع ويرسم له أفقا مستقبليا رحبا متجردا عن المصالح الفئوية أو
السياسية الضيقة …
المناخ الديموقراطي بالنسبة للمدرس مثلا باعتباره ركيزة محورية في
النظام التربوي هو بمثابة الأوكسجين الذي بفضله يستطيع أن يحيا
ويفرض وجوده بشكل فعلي ،ويزوده بشحنة نفسية وقوة معنوية كبيرة من
أجل البذل والعطاء.إن المدرس _ولو كان كفؤا_ إذا كان يحس بالحكرة
والتهميش وغياب العدالة والحيف الإجتماعي والإقصاء الممنهج وسيادة ثقافة
الكولسة والتعتيم في تدبير الملفات التي تخصه ،وإذا كانت العصا
الغليضة مسلطة على رقبته باستمرار فلن يستطيع بذل الشيء الكثير ولن
تستطيع أعتى قوة إرغامه على ذالك.
الديموقراطية بدورها لا وجود لها في غياب التربية،فلا وجود لمجتمع
ديموقراطي وأبناؤه أميون،يقول محمد بوبكري:”لا تتعايش الديموقراطية مع
الجهل إلا إذا كانت قائمة على الكذب والتضليل ،ولا تتفق الحياة
البرلمانية مع الجهل إلا إذا كانت قائمة على العبث …والديموقراطية
تعني من بين ما تعنيه تثقيف المجتمع حتى يكون بوسعه أخذ أموره بحزم
وتصريفها عن دراية وبصيرة وحتى يصبح في مأمن من أي تضليل ،ولا ينقاد
إلى الشر كلما دفعه إليه” .
الجهل إذن عدو الديموقراطية
وعقبتها الكأداء .فلا يستقيم المسار الديموقراطي للمجتمع إذا كان
مواطنوه أميون ،هذا دون الحديث عن الجهل المركب أو الوعي المعلب
،فكثير من أبناء النخبة المثقفة يشكلون جزءا من الإشكال الديموقراطي
وليس الحل .فهؤلاء اللذين يساهمون في إجهاض الديموقراطية متعلمون
وخريجو جامعات ومعاهد عليا لكنهم هم من يتفننون في استعباد الجهلاء وفي
نشر الافات الإجتماعية كالرشوة والزبونية…
غياب الثقافة المضادة
التي من المفروض أن تكون غاية من غايات النظام التعليمي تساهم كذالك
سلبيا في إنجاح الديموقراطية .يقول هربرت أشيللر :”يزعم المضللون أن نظام
التعليم بدءا من مرحلته الإبتدائية حتى مستوى الجامعة ،يخلو تماما من أي
غرض أيديولوجي مقصود.ومع ذلك فلا بد من أن يعكس الناتج النهائي
للعملية التربوية ما تم تعلمه”.
الجهل عبودية والتحرر منه بشكليه :البسيط والمركب هو السبيل الوحيد
الأوحد لبناء المجتمع الديموقراطي .المواطن الواعي الحر إذن هو الذي يصنع
الديموقراطية كما تصنعه هذه الأخيرة بدورها في علاقة جدلية…
بقلم الاستاذ رشيد أوخطو
جريدة الشرق التربوي
متلازمتان،ويصعب فصل الواحدة عن الاخرى.إن غياب الديموقراطية في المجتمع
يحرف مسار النظام التربوي ويخرجه عن سكته ويعرقل بلوغ الأهداف
السامية النبيلة للتربية .التربية ليست كائنا يتيما مفصولا عن محيطه
ولا نظاما مستقلا بذاته، بل جزءا من نسق كلي هو النظام السياسي
الثقافي_ الإجتماعي _الإقتصادي…
الديموقراطية تبني المؤسسات
وتحميها وتقضي على النوازع والأهواء الشخصيةالرامية إلى الإستيلاء عليها
وتقزيمها،وبفضلها يغدو معيار الكفاءة والإستحقاق هو الفيصل في تولي
المسؤوليات وولوج المناصب.لا يستطيع سائق قطارمثلا لا تتوفر فيه
المواصفات المطلوبة الوصول بقطاره بأمان إلى وجهة مجهولة ومسارها محفوف
بالمخاطر ومليئ بالتحديات.إن قوة النظام التربوي في قوة مؤسساته
وسيادة روح الدمقرطة فيه وفي قدرته على انتداب الشخص المناسب للمنصب
المناسب في الزمن المناسب.الدمقرطة تشعر كل مسؤول بجسامة مسؤوليته
،وتحسه بالقوة الأخلاقية والقانونية للواجب.تعلم الشخص احترام المنصب
والمؤسسة عوض الخوف الأعمى من الرئيس .
النظام التربوي الديموقراطي تعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب في
العدالة وتكافؤ فرص التعلم ومجانيته ومحاربة التعليم النخبوي الهادف إلى
الإقصاء وإعادة الإنتاج الطبقي.كما يحدد الحاجات الحقيقية الانية
للمجتمع ويرسم له أفقا مستقبليا رحبا متجردا عن المصالح الفئوية أو
السياسية الضيقة …
المناخ الديموقراطي بالنسبة للمدرس مثلا باعتباره ركيزة محورية في
النظام التربوي هو بمثابة الأوكسجين الذي بفضله يستطيع أن يحيا
ويفرض وجوده بشكل فعلي ،ويزوده بشحنة نفسية وقوة معنوية كبيرة من
أجل البذل والعطاء.إن المدرس _ولو كان كفؤا_ إذا كان يحس بالحكرة
والتهميش وغياب العدالة والحيف الإجتماعي والإقصاء الممنهج وسيادة ثقافة
الكولسة والتعتيم في تدبير الملفات التي تخصه ،وإذا كانت العصا
الغليضة مسلطة على رقبته باستمرار فلن يستطيع بذل الشيء الكثير ولن
تستطيع أعتى قوة إرغامه على ذالك.
الديموقراطية بدورها لا وجود لها في غياب التربية،فلا وجود لمجتمع
ديموقراطي وأبناؤه أميون،يقول محمد بوبكري:”لا تتعايش الديموقراطية مع
الجهل إلا إذا كانت قائمة على الكذب والتضليل ،ولا تتفق الحياة
البرلمانية مع الجهل إلا إذا كانت قائمة على العبث …والديموقراطية
تعني من بين ما تعنيه تثقيف المجتمع حتى يكون بوسعه أخذ أموره بحزم
وتصريفها عن دراية وبصيرة وحتى يصبح في مأمن من أي تضليل ،ولا ينقاد
إلى الشر كلما دفعه إليه” .
الجهل إذن عدو الديموقراطية
وعقبتها الكأداء .فلا يستقيم المسار الديموقراطي للمجتمع إذا كان
مواطنوه أميون ،هذا دون الحديث عن الجهل المركب أو الوعي المعلب
،فكثير من أبناء النخبة المثقفة يشكلون جزءا من الإشكال الديموقراطي
وليس الحل .فهؤلاء اللذين يساهمون في إجهاض الديموقراطية متعلمون
وخريجو جامعات ومعاهد عليا لكنهم هم من يتفننون في استعباد الجهلاء وفي
نشر الافات الإجتماعية كالرشوة والزبونية…
غياب الثقافة المضادة
التي من المفروض أن تكون غاية من غايات النظام التعليمي تساهم كذالك
سلبيا في إنجاح الديموقراطية .يقول هربرت أشيللر :”يزعم المضللون أن نظام
التعليم بدءا من مرحلته الإبتدائية حتى مستوى الجامعة ،يخلو تماما من أي
غرض أيديولوجي مقصود.ومع ذلك فلا بد من أن يعكس الناتج النهائي
للعملية التربوية ما تم تعلمه”.
الجهل عبودية والتحرر منه بشكليه :البسيط والمركب هو السبيل الوحيد
الأوحد لبناء المجتمع الديموقراطي .المواطن الواعي الحر إذن هو الذي يصنع
الديموقراطية كما تصنعه هذه الأخيرة بدورها في علاقة جدلية…
بقلم الاستاذ رشيد أوخطو
جريدة الشرق التربوي
الثلاثاء يوليو 16, 2013 7:04 pm من طرف Admin
» الامتحان الموحد للسنة السادسة ابتدائي دورة يونيو2009"التربية الاسلامية"
الخميس يونيو 21, 2012 7:12 am من طرف oussama salmane
» الامتحان الموحد مادة الرياضيات دورة يونيو 2010
الخميس يونيو 21, 2012 7:09 am من طرف oussama salmane
» الامتحان الموحد للسنة السادسة ابتدائي دورة يونيو2011 "اللغة العربية"
الخميس يونيو 21, 2012 6:59 am من طرف oussama salmane
» examan normalisé 25 juin 2011
الخميس يونيو 21, 2012 6:49 am من طرف oussama salmane
» نحو إحداث درجات جديدة في المسارات المهنية المحدودة الأفق
الخميس يونيو 07, 2012 8:39 am من طرف Admin
» الجديدة «تستقبل» الوفا بوقفة احتجاجية
الإثنين أبريل 02, 2012 5:58 pm من طرف Admin
» قرار الاقتطاع من أجور المضربين يغضب النقابات
الإثنين أبريل 02, 2012 5:58 pm من طرف Admin
» نائب الوزارة بكلميم يلتقط إشارات الوافا: المدير يُقَوِمُ المفتش
الإثنين أبريل 02, 2012 5:57 pm من طرف Admin