تقويم التقويم المدرسي
يعتبر التقويم المدرسي (la
docimologie) من العلوم الدقيقة و الحساسة في العملية التعليمية التعلمية
،إذ به يتم التعرف على مستوى النظام التربوي و التكويني داخل بلد ما،وإذا
كان القليل من مكونات المؤسسات التعليمية يهتم به إلى أقصى درجة فإن الكثير
يستهين به ويتعامل معه كإجراء روتيني/إداري بالدرجة الأولى أكثر منه
تربوي. لقد كثر الحديث مؤخرا على المشاكل والصعوبات التي يعرفها الإصلاح
التربوي والتكويني من مناهج ومقررات وتوجيهات وبنيات تحتية وميزانيات
وإمكانيات بشرية ،ولكن القليل هي الأقلام التي تطرقت إلى جوهر المشاكل التي
تعوق سير ركب الإصلاح ألا وهو التقويم الذي يشكل محور المنظومة التربوية
.فتقويم التلاميذ يعرف خللا واضحا يستفحل جميع مستويات المؤسسات التعليمية
ويقف عائقا أمام الإصلاح الذي ينادي به الميثاق الوطني للتربية والتكوين
والمخطط الاستعجالي لإصلاح منظومة التربية و التكوين....
docimologie) من العلوم الدقيقة و الحساسة في العملية التعليمية التعلمية
،إذ به يتم التعرف على مستوى النظام التربوي و التكويني داخل بلد ما،وإذا
كان القليل من مكونات المؤسسات التعليمية يهتم به إلى أقصى درجة فإن الكثير
يستهين به ويتعامل معه كإجراء روتيني/إداري بالدرجة الأولى أكثر منه
تربوي. لقد كثر الحديث مؤخرا على المشاكل والصعوبات التي يعرفها الإصلاح
التربوي والتكويني من مناهج ومقررات وتوجيهات وبنيات تحتية وميزانيات
وإمكانيات بشرية ،ولكن القليل هي الأقلام التي تطرقت إلى جوهر المشاكل التي
تعوق سير ركب الإصلاح ألا وهو التقويم الذي يشكل محور المنظومة التربوية
.فتقويم التلاميذ يعرف خللا واضحا يستفحل جميع مستويات المؤسسات التعليمية
ويقف عائقا أمام الإصلاح الذي ينادي به الميثاق الوطني للتربية والتكوين
والمخطط الاستعجالي لإصلاح منظومة التربية و التكوين....
فماهي الثغرات التي يعرفها التقويم المدرسي وكيف يمكن أن نقوم هذا الأخير؟
جاء
في الدعامة الخاصة بالتقويم و الامتحانات للميثاق الوطني للتربية و
التكوين مايلي"يتم الإنتقال على أساس المراقبة المستمرة من الستة الأولى
إلى السنة الثانية من السلك الأول بالمدرسة الإبتدائية،ويمكن تسريع هذا
الإنتقال خلال السنة بالنسبة للتلاميذ المتقدمين بشكل بين وفق شروط تربوية
موضوعية..."
"تنتهي الدراسة في التعليم الثانوي بتقويم جزائي يتلاءم و بنية برامج التعليم و مناهجه ويراعى المبادئ الأساسية التالية
- الإنصاف و المصداقية و التقيد بالموضوعية
- ضمان صلاحية الإختبارات و نزاهتها
- ملائمة التقويم و فعالية تدبيره
- الحرص على شفافية و معايير التنقيط و التعريف بها سلفا
فالمفردات
"موضوعية"، "مصداقية"، "إنصاف" ، "صلاحية" ، "نزاهة" ، "فعالية" ،
"شفافية" تنتمي إلى الحقل الدلالي "للصدق" وهو مفهوم لا نكاد نلمسه في واقع
التقويم و الإمتحانات بالمؤسسات التعليمية حيث نجد:
- غياب شبه تام
للمعايير المعتمدة في التقويم و الإمتحانات والمتمثلة في الموضوعية
(l'objectivité) ، الوثوقية (la fiabilité) ، ثم الصدق (la validité).
- غياب الجودة في التقويم و الإمتحانات .
- سوء صياغة أسئلة مواضيع بطريقة مباشرة تعتمد على الذاكرة و الحفظ.
- أخطاء منهجية و لغوية في نصوص الإمتحانات و أسئلتها.
- اعتماد سلم للتنقيط عشوائي.
- طول و كثرة الأسئلة المطروحة.
إن
هذه الثغرات التي تقبع في نظام التقويم المدرسي منذ عهد بعيد تؤدي لامحالة
إلى خلل غير بائن في النظام التعليمي ككل وتؤثر عليه بشكل سلبي،فتصبح
المردودية ضعيفة والعطاء منعدما لأن تقويم التلاميذ هو في الحقيقة تقويم
كذلك لأسلوب تعليمي متبع.ومن بين النتائج التي نحصل عليها:
- تسرب الامتحانات وفقدان مصداقية الشواهد
- ضعف نسب النجاح
- منح النجاح لمن لايستحقه
- عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ
- فشل عمل الأستاذ وإحباطه خصوصا عندما يرى سنت تلوى الأخرى تلاميذ لايعرفون قراءة نص باللغة العربية ناجحين مع تلاميذ نابغين
- استفحال ظاهرة الغش التي تشجع على الغش في ميادين الحياة بأشكال فنية لا تخطر على البال
- ضعف المستوى التحصيلي و المعرفي للتلاميذ في جل المواد بشكل تدريجي و مستمر
- الاستهتار بالدرس و التحصيل من طرف التلميذ الذي اعتاد النجاح بغير المعدل المتعارف عليه
فإلى
متى يظل الرضا الذي هو من علامات السكوت يخيم على هذا الوضع وتلامذتنا
ينتقلون إلى القسم الموالي بدون معدل ؟أليس هذا يشكل ضررا لجميع مكونات
المجتمع المدني من أسر و أساتذة و تلاميذ وتربويون؟
لرفع الضرر عن هؤلاء
وفي مقدمتهم التلاميذ ولرد الاعتبار إلى الشواهد و الإمتحانات و مبدأي
التحصيل و الاجتهاد ،على جميع مكونات المنظومة التربوية أن تفكر بجدية في
الخطوات و المقترحات التالية:
-إعطاء حيز زمني وأهمية قصوى للتقويم في مراكز التكوين
- التسريع بإخراج الوكالة الوطنية للتقويم والتوجيه إلى الوجود
- التركيز على عنصر الجودة في التقويم بصفة عامة
- تنظيم ندوات وحلقات تربوية لفائدة الأساتذة و المكونين
- تنظيم منتدى إصلاحي خاص بعنصر التقويم في جميع الأسلاك التعليمية
- التعجيل بتكوين مستمر يراعى فيه مصوغة خاصة بالتقويم و الإمتحانات
- القيام ببحوث تربوية مستمرة يكون فيها الأستاذ طرفا مشاركا فيها تبين مشاكل التقويم وتقترح حلولا لمعالجتها كل من جانبه
- وضع صياغة سليمة لأسئلة الإمتحانات
- تقنين أسئلة الإمتحانات و مراقبة جودتها
- وضع مسائل في مواضيع الاختبارات تشجع على الخلق و التحليل و حل مشكلات
- اختيار مصطلحات سليمة وصياغة سليمة للأسئلة خالية من الأخطاء اللغوية و المطبعية
- اعتماد معايير دقيقة و جديدة لسلم التنقيط
- طرح عدد قليل من الأسئلة
- إحداث بنك خاص بالأسئلة تهم جميع المواد و الأسلاك
لقد
بات من الواجب المؤكد أن نعجل بإصلاح شامل لمنظومة التقويم التربوي الذي
يعرف مشاكل تنظيمية و تركيبية على الرغم من بعض شذرات إصلاحها التي تبقى
محدودة و الأمل معقود على كل مكونات المنظومة التربوية التي تسعى بالدفع
بتعليمنا إلى الأمام.
جاء
في الدعامة الخاصة بالتقويم و الامتحانات للميثاق الوطني للتربية و
التكوين مايلي"يتم الإنتقال على أساس المراقبة المستمرة من الستة الأولى
إلى السنة الثانية من السلك الأول بالمدرسة الإبتدائية،ويمكن تسريع هذا
الإنتقال خلال السنة بالنسبة للتلاميذ المتقدمين بشكل بين وفق شروط تربوية
موضوعية..."
"تنتهي الدراسة في التعليم الثانوي بتقويم جزائي يتلاءم و بنية برامج التعليم و مناهجه ويراعى المبادئ الأساسية التالية
- الإنصاف و المصداقية و التقيد بالموضوعية
- ضمان صلاحية الإختبارات و نزاهتها
- ملائمة التقويم و فعالية تدبيره
- الحرص على شفافية و معايير التنقيط و التعريف بها سلفا
فالمفردات
"موضوعية"، "مصداقية"، "إنصاف" ، "صلاحية" ، "نزاهة" ، "فعالية" ،
"شفافية" تنتمي إلى الحقل الدلالي "للصدق" وهو مفهوم لا نكاد نلمسه في واقع
التقويم و الإمتحانات بالمؤسسات التعليمية حيث نجد:
- غياب شبه تام
للمعايير المعتمدة في التقويم و الإمتحانات والمتمثلة في الموضوعية
(l'objectivité) ، الوثوقية (la fiabilité) ، ثم الصدق (la validité).
- غياب الجودة في التقويم و الإمتحانات .
- سوء صياغة أسئلة مواضيع بطريقة مباشرة تعتمد على الذاكرة و الحفظ.
- أخطاء منهجية و لغوية في نصوص الإمتحانات و أسئلتها.
- اعتماد سلم للتنقيط عشوائي.
- طول و كثرة الأسئلة المطروحة.
إن
هذه الثغرات التي تقبع في نظام التقويم المدرسي منذ عهد بعيد تؤدي لامحالة
إلى خلل غير بائن في النظام التعليمي ككل وتؤثر عليه بشكل سلبي،فتصبح
المردودية ضعيفة والعطاء منعدما لأن تقويم التلاميذ هو في الحقيقة تقويم
كذلك لأسلوب تعليمي متبع.ومن بين النتائج التي نحصل عليها:
- تسرب الامتحانات وفقدان مصداقية الشواهد
- ضعف نسب النجاح
- منح النجاح لمن لايستحقه
- عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ
- فشل عمل الأستاذ وإحباطه خصوصا عندما يرى سنت تلوى الأخرى تلاميذ لايعرفون قراءة نص باللغة العربية ناجحين مع تلاميذ نابغين
- استفحال ظاهرة الغش التي تشجع على الغش في ميادين الحياة بأشكال فنية لا تخطر على البال
- ضعف المستوى التحصيلي و المعرفي للتلاميذ في جل المواد بشكل تدريجي و مستمر
- الاستهتار بالدرس و التحصيل من طرف التلميذ الذي اعتاد النجاح بغير المعدل المتعارف عليه
فإلى
متى يظل الرضا الذي هو من علامات السكوت يخيم على هذا الوضع وتلامذتنا
ينتقلون إلى القسم الموالي بدون معدل ؟أليس هذا يشكل ضررا لجميع مكونات
المجتمع المدني من أسر و أساتذة و تلاميذ وتربويون؟
لرفع الضرر عن هؤلاء
وفي مقدمتهم التلاميذ ولرد الاعتبار إلى الشواهد و الإمتحانات و مبدأي
التحصيل و الاجتهاد ،على جميع مكونات المنظومة التربوية أن تفكر بجدية في
الخطوات و المقترحات التالية:
-إعطاء حيز زمني وأهمية قصوى للتقويم في مراكز التكوين
- التسريع بإخراج الوكالة الوطنية للتقويم والتوجيه إلى الوجود
- التركيز على عنصر الجودة في التقويم بصفة عامة
- تنظيم ندوات وحلقات تربوية لفائدة الأساتذة و المكونين
- تنظيم منتدى إصلاحي خاص بعنصر التقويم في جميع الأسلاك التعليمية
- التعجيل بتكوين مستمر يراعى فيه مصوغة خاصة بالتقويم و الإمتحانات
- القيام ببحوث تربوية مستمرة يكون فيها الأستاذ طرفا مشاركا فيها تبين مشاكل التقويم وتقترح حلولا لمعالجتها كل من جانبه
- وضع صياغة سليمة لأسئلة الإمتحانات
- تقنين أسئلة الإمتحانات و مراقبة جودتها
- وضع مسائل في مواضيع الاختبارات تشجع على الخلق و التحليل و حل مشكلات
- اختيار مصطلحات سليمة وصياغة سليمة للأسئلة خالية من الأخطاء اللغوية و المطبعية
- اعتماد معايير دقيقة و جديدة لسلم التنقيط
- طرح عدد قليل من الأسئلة
- إحداث بنك خاص بالأسئلة تهم جميع المواد و الأسلاك
لقد
بات من الواجب المؤكد أن نعجل بإصلاح شامل لمنظومة التقويم التربوي الذي
يعرف مشاكل تنظيمية و تركيبية على الرغم من بعض شذرات إصلاحها التي تبقى
محدودة و الأمل معقود على كل مكونات المنظومة التربوية التي تسعى بالدفع
بتعليمنا إلى الأمام.
ذ. بدر الديــن ناول
أستاذ و باحث في التربية و التكوين
أستاذ و باحث في التربية و التكوين
الثلاثاء يوليو 16, 2013 7:04 pm من طرف Admin
» الامتحان الموحد للسنة السادسة ابتدائي دورة يونيو2009"التربية الاسلامية"
الخميس يونيو 21, 2012 7:12 am من طرف oussama salmane
» الامتحان الموحد مادة الرياضيات دورة يونيو 2010
الخميس يونيو 21, 2012 7:09 am من طرف oussama salmane
» الامتحان الموحد للسنة السادسة ابتدائي دورة يونيو2011 "اللغة العربية"
الخميس يونيو 21, 2012 6:59 am من طرف oussama salmane
» examan normalisé 25 juin 2011
الخميس يونيو 21, 2012 6:49 am من طرف oussama salmane
» نحو إحداث درجات جديدة في المسارات المهنية المحدودة الأفق
الخميس يونيو 07, 2012 8:39 am من طرف Admin
» الجديدة «تستقبل» الوفا بوقفة احتجاجية
الإثنين أبريل 02, 2012 5:58 pm من طرف Admin
» قرار الاقتطاع من أجور المضربين يغضب النقابات
الإثنين أبريل 02, 2012 5:58 pm من طرف Admin
» نائب الوزارة بكلميم يلتقط إشارات الوافا: المدير يُقَوِمُ المفتش
الإثنين أبريل 02, 2012 5:57 pm من طرف Admin