أطر تربوية بين تردي الواقع وقرارات المجالس التأديبية
مدير اتهم ظلما بهتك عرض 117 قاصرا ومدرس ومفتش أرغما على التدفئة بخشب طاولة
بوشعيب حمراوي
الصباح : 06 - 05 - 2011
كثيرة هي القضايا التعليمية التي تداولتها المجالس التأديبية بالوزارة الوصية، حركتها الأطر التربوية والإدارية أو أطراف أخرى معنية. تنوعت واختلفت بين الصحيح والخطأ، بين الطريف والغريب والمبكي والمضحك والمحزن... منها ما أضر بسمعة القطاع، بسبب تواطؤ أو تجاوز بعض من محركيه ورواده، ومنها ما كان اتهاما باطلا يهدف إلى تلطيخ سمعة المدرسين والإداريين وتبخيس العملية التعليمية.
كيف السبيل إذن إلى تبرئة مدير اتهم ظلما بهتك عرض حوالي 117 قاصرة من نظرات المجتمع والمحيط، بعد أن برأته المحكمة، وبعد أن وصف المدير بأقبح النعوت (دراكولا ... جزار...ذئب...)، عبر بعض المنابر الإعلامية المكتوبة والإذاعات الدولية؟ فالتحقيق الإداري والقضائي فشل في استخراج قرائن وأدلة تثبت صحة ادعاءات الضحايا، والمجلس التأديبي لم ينصفه.
كيف السبيل لنجدة مدرسين قرروا فجأة التصدي لمروجي المخدرات والأقراص المهلوسة داخل المؤسسات التعليمية. فكان مصيرهم التهديد والوعيد، وتلفيق التهم التي قادتهم للمثول أمام مجلس تأديبي لم يراع جرأة وإقدام المدرس؟ كانت معظم تدخلاتهم تنتهي في السراب، بل إن بعضهم عاد ليكذب ما رآه وما لمسته يداه واستنشقه أنفه، تفاديا للدخول في متاهات الانتقام.
كيف السبيل إلى محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات التي تحصد سنويا العديد من الضحايا في صفوف المدرسين، بسبب عنف التلاميذ الذين منعوا من الغش أو بسبب انتقام ذويهم وتهم بعض الآباء التي لا تنتهي؟
كثيرة هي القضايا التي عرضت على المجالس التأديبية برفوف الوزارة الوصية، بعضها حق وبعضها باطل، ولعل أغرب القضايا التي سبق أن عرضت على المجالس التأديبية، قضية مدرس ومفتش أرغمتهما برودة الطقس والثلج على التدفئة بخشب طاولة. حكاية تعود إلى عقود خلت، بدأت حين وجد مدرس ومفتش تربوي نفسيهما مضطرين إلى تكسير طاولات والتدفئة بأخشابها بعد أن حوصرا داخل قاعة دراسية منعزلة في منطقة جبلية.
الحادث الطريف وقع منذ عقود، حين عينت وزارة التعليم معلما بمنطقة جبلية ثلجية حيث يوجد قسم واحد متعدد المستويات، التحق الأستاذ بعمله مع انطلاق الموسم الدراسي. وبعد أسابيع حل فصل الشتاء وحلت معه الثلوج التي غطت المنطقة، ونظرا لغياب وسائل النقل، فإن كل الوافدين على المنطقة كانوا يستغلون شاحنة عسكرية كانت تأتي صباح كل يوم وتعود بهم عند المساء.
قرر مفتش التعليم زيارة الأستاذ من أجل الوقوف على مؤهلاته ومدى تجاوبه مع التلاميذ، واستقل المفتش الشاحنة العسكرية التي أوصلته إلى القسم المنعزل بين الجبال المغطاة بالثلوج، ليجد المعلم وحده داخل القسم المحاصر بالثلوج، قدم نفسه للمعلم، فحياه الأخير وطلب منه الجلوس بجانبه للاحتماء بالأخشاب الموقدة، لكن المفتش الذي جال بناظره في فضاء القسم، لاحظ أن الأخشاب التي يستعملها المعلم هي أخشاب طاولات، فجن جنونه، وبدأ يسب ويلعن الأستاذ، ويتوعده بتقرير يبعثه إلى الوزارة الوصية، سيقضي على مستقبله المهني.
شرح المعلم للمفتش وضعه الحرج، وكيف أن التلاميذ لم يلتحقوا بالقسم منذ انطلاق الموسم الدراسي، وأنه محاصر هنا يعاني الجوع والصقيع، لكن المفتش ظل يهدده، فما كان من المعلم سوى أن هدأ غضب المفتش، وطلب منه أن يحرر ما بدا له وأن يكف عن سبه ومعاتبته.
غضب المفتش غضبا شديدا وثارت ثائرته، وجلس قرب باب القسم ينتظر عودة الشاحنة لتقله إلى خارج المنطقة، مرت الدقائق والساعات... وحل الليل، لكن الشاحنة لم تعد، اشتد البرد والجوع بالمفتش، فبدأت عباراته تلين تجاه المعلم، إلى أن وجد نفسه مضطرا للاقتراب من فضاء المعلم الساخن. وطلب منه تكسير طاولة أخرى لضمان ليلة دافئة داخل القسم المنعزل قائلا «شوف شوف شي طاولة معاك، الله يحفظك واعتق خوك راه قتلوا الجوع».
مدير اتهم ظلما بهتك عرض 117 قاصرا ومدرس ومفتش أرغما على التدفئة بخشب طاولة
بوشعيب حمراوي
الصباح : 06 - 05 - 2011
كثيرة هي القضايا التعليمية التي تداولتها المجالس التأديبية بالوزارة الوصية، حركتها الأطر التربوية والإدارية أو أطراف أخرى معنية. تنوعت واختلفت بين الصحيح والخطأ، بين الطريف والغريب والمبكي والمضحك والمحزن... منها ما أضر بسمعة القطاع، بسبب تواطؤ أو تجاوز بعض من محركيه ورواده، ومنها ما كان اتهاما باطلا يهدف إلى تلطيخ سمعة المدرسين والإداريين وتبخيس العملية التعليمية.
كيف السبيل إذن إلى تبرئة مدير اتهم ظلما بهتك عرض حوالي 117 قاصرة من نظرات المجتمع والمحيط، بعد أن برأته المحكمة، وبعد أن وصف المدير بأقبح النعوت (دراكولا ... جزار...ذئب...)، عبر بعض المنابر الإعلامية المكتوبة والإذاعات الدولية؟ فالتحقيق الإداري والقضائي فشل في استخراج قرائن وأدلة تثبت صحة ادعاءات الضحايا، والمجلس التأديبي لم ينصفه.
كيف السبيل لنجدة مدرسين قرروا فجأة التصدي لمروجي المخدرات والأقراص المهلوسة داخل المؤسسات التعليمية. فكان مصيرهم التهديد والوعيد، وتلفيق التهم التي قادتهم للمثول أمام مجلس تأديبي لم يراع جرأة وإقدام المدرس؟ كانت معظم تدخلاتهم تنتهي في السراب، بل إن بعضهم عاد ليكذب ما رآه وما لمسته يداه واستنشقه أنفه، تفاديا للدخول في متاهات الانتقام.
كيف السبيل إلى محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات التي تحصد سنويا العديد من الضحايا في صفوف المدرسين، بسبب عنف التلاميذ الذين منعوا من الغش أو بسبب انتقام ذويهم وتهم بعض الآباء التي لا تنتهي؟
كثيرة هي القضايا التي عرضت على المجالس التأديبية برفوف الوزارة الوصية، بعضها حق وبعضها باطل، ولعل أغرب القضايا التي سبق أن عرضت على المجالس التأديبية، قضية مدرس ومفتش أرغمتهما برودة الطقس والثلج على التدفئة بخشب طاولة. حكاية تعود إلى عقود خلت، بدأت حين وجد مدرس ومفتش تربوي نفسيهما مضطرين إلى تكسير طاولات والتدفئة بأخشابها بعد أن حوصرا داخل قاعة دراسية منعزلة في منطقة جبلية.
الحادث الطريف وقع منذ عقود، حين عينت وزارة التعليم معلما بمنطقة جبلية ثلجية حيث يوجد قسم واحد متعدد المستويات، التحق الأستاذ بعمله مع انطلاق الموسم الدراسي. وبعد أسابيع حل فصل الشتاء وحلت معه الثلوج التي غطت المنطقة، ونظرا لغياب وسائل النقل، فإن كل الوافدين على المنطقة كانوا يستغلون شاحنة عسكرية كانت تأتي صباح كل يوم وتعود بهم عند المساء.
قرر مفتش التعليم زيارة الأستاذ من أجل الوقوف على مؤهلاته ومدى تجاوبه مع التلاميذ، واستقل المفتش الشاحنة العسكرية التي أوصلته إلى القسم المنعزل بين الجبال المغطاة بالثلوج، ليجد المعلم وحده داخل القسم المحاصر بالثلوج، قدم نفسه للمعلم، فحياه الأخير وطلب منه الجلوس بجانبه للاحتماء بالأخشاب الموقدة، لكن المفتش الذي جال بناظره في فضاء القسم، لاحظ أن الأخشاب التي يستعملها المعلم هي أخشاب طاولات، فجن جنونه، وبدأ يسب ويلعن الأستاذ، ويتوعده بتقرير يبعثه إلى الوزارة الوصية، سيقضي على مستقبله المهني.
شرح المعلم للمفتش وضعه الحرج، وكيف أن التلاميذ لم يلتحقوا بالقسم منذ انطلاق الموسم الدراسي، وأنه محاصر هنا يعاني الجوع والصقيع، لكن المفتش ظل يهدده، فما كان من المعلم سوى أن هدأ غضب المفتش، وطلب منه أن يحرر ما بدا له وأن يكف عن سبه ومعاتبته.
غضب المفتش غضبا شديدا وثارت ثائرته، وجلس قرب باب القسم ينتظر عودة الشاحنة لتقله إلى خارج المنطقة، مرت الدقائق والساعات... وحل الليل، لكن الشاحنة لم تعد، اشتد البرد والجوع بالمفتش، فبدأت عباراته تلين تجاه المعلم، إلى أن وجد نفسه مضطرا للاقتراب من فضاء المعلم الساخن. وطلب منه تكسير طاولة أخرى لضمان ليلة دافئة داخل القسم المنعزل قائلا «شوف شوف شي طاولة معاك، الله يحفظك واعتق خوك راه قتلوا الجوع».
الثلاثاء يوليو 16, 2013 7:04 pm من طرف Admin
» الامتحان الموحد للسنة السادسة ابتدائي دورة يونيو2009"التربية الاسلامية"
الخميس يونيو 21, 2012 7:12 am من طرف oussama salmane
» الامتحان الموحد مادة الرياضيات دورة يونيو 2010
الخميس يونيو 21, 2012 7:09 am من طرف oussama salmane
» الامتحان الموحد للسنة السادسة ابتدائي دورة يونيو2011 "اللغة العربية"
الخميس يونيو 21, 2012 6:59 am من طرف oussama salmane
» examan normalisé 25 juin 2011
الخميس يونيو 21, 2012 6:49 am من طرف oussama salmane
» نحو إحداث درجات جديدة في المسارات المهنية المحدودة الأفق
الخميس يونيو 07, 2012 8:39 am من طرف Admin
» الجديدة «تستقبل» الوفا بوقفة احتجاجية
الإثنين أبريل 02, 2012 5:58 pm من طرف Admin
» قرار الاقتطاع من أجور المضربين يغضب النقابات
الإثنين أبريل 02, 2012 5:58 pm من طرف Admin
» نائب الوزارة بكلميم يلتقط إشارات الوافا: المدير يُقَوِمُ المفتش
الإثنين أبريل 02, 2012 5:57 pm من طرف Admin